على المعرفة والفهم والبصيرة والإدراك والنطق، واقتضى
هذا التطور نشوء طبقة من الفقهاء والكهان تقاسموا
معرفة الأسرار وتفسير النصوص ورعاية آداب الديانة،
وطبيعي أن تكون هي وحدها الطبقة الأولى العليا، وفي
وقت متأخر عن نشوئها أطلق لفظ البراهما على كل فرد
فيها.
ويوصف براهما بأنه الإله الواحد، خالق الخلق، ولكن
هذه الوحدانية لفظ يعطل معناه وجود فشنو وسيفا،
أحدهما انتزع من براهما القدرة على الخلق الذي أعقب
بدء الخليقة وهو فشنو، والآخر سيفا موصوف بالخالق
الأعظم، وبذلك جرّد هذان الإلهان الإله الأول الأكبر من
أعظم صفاته ومزاياه.
ومن عقائد البراهمية التناسخ ووحدة الوجود، وكانت
هذه العقائد موجودة فيما سبق من الديانات مثل الفيدية،
ولهذا لا فناء للنفس أو الروح، لأنها عندما تكون مذنبة لا
تموت بموت صاحبها، بل تنتقل من جسد إلى جسد، وليس
حتما انتقالها إلى جسد آدمي، بل يجوز انتقالها إلى حيوان
أو نبات، وهذا هو عقاب الذنب، فإذا صَفَتْ الروح
سواء من أول مفارقتها صاحبها أو بعد التناسخ المتكرر
تندمج في الكل الذي لا يفنى، وهذا هو الثواب، وذلك