للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورةُ البَلَد

١ - قولُه تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}: يقسِمُ ربُّنا بمَكَّةَ (١).

٢ - قولُه تعالى: {وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}؛ أي: وأنتَ بمكَّةَ حلالٌ لكَ أن تصنعَ فيها ما تشاء مما هو حرامٌ في غير هذا الوقتِ الذي أُحِلَّ لك، فلا إثمَ عليكَ ولا حَرَجَ (٢).


(١) سَبقَ تفسيرُ تركيبِ هذا القَسَمِ «لا أقسم» عند قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ} من سورةِ التكوير.
(٢) كذا وردَ عن السلفِ في تفسير هذه الآيةِ مع اختلافِهم في التعبير عن هذا المعنى، وقد وردَ ذلك عن ابن عباسٍ من طريق العوفي، ومجاهد من طريق منصور وابن أبي نجيح، وقتادة من طريق سعيد ومعمر، وابن زيد، وعطاء من طريق عبد الملك، والضحاك من طريق عبيد. وزاد ابن كثيرٍ ذكرَ الرواية عن سعيد بن جبير، وعكرمة، وعطية، وأبي صالح، والسدي، والحسن البصري. ولم يذكر ابن جرير عنهم غير هذا المعنى، ويشهد له قوله صلّى الله عليه وسلّم: «وإنما أُحِلَّتْ لي ساعة من نهارٍ، وقد عادت حُرْمَتُها اليومَ كحُرْمتِها بالأمس».
وبهذا تكونُ هذه الآية من دلائل النبوَّة وبشاراتِ الله لنبيِّه صلّى الله عليه وسلّم بالنصر على أعدائه؛ لأنَّ هذه السورة مكية، ولم يتحقَّق هذا الخبر إلا بعد مُهاجَرِهِ وغزوِهِ مكةَ.
وقد ورد في تفسير «حِلٌّ» معنيان آخران:
الأول: وأنت حالٌّ ـ أي: مقيمٌ ـ في مكة، وهذا فيه تشريفٌ لمكة حالَ كونِ الرسول صلّى الله عليه وسلّم مقيماً فيها وساكناً.
الثاني: وأنت حلالُ الدم في مكة، حيث كان المشركون يريدونَ قتلَه، والقولُ الأولُ عليه السلف، وهو المقدَّم لأجلِ ذلك، والله أعلم.

<<  <   >  >>