(٢) قال الطبري: «وقوله: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى} يقول: وإن لنا مِلْكَ ما في الدنيا والآخرة، نُعطي منها من أرَدْنا من خلقنا، ونحرمه من شئنا. وإنما عنى بذلك ـ جل ثناؤه ـ أنه يوفِّقُ لطاعته من أحبَّ من خلقه، فيكرِمه بها في الدنيا، ويهيء له الكرامةَ والثوابَ في الآخرة، ويخذلُ من يشاءُ خِذْلانَه من خلقِه عن طاعته، فيُهينه بمعصيته في الدنيا، ويُخزيه بعقوبته عليها في الآخرة». (٣) قيل: نزلت هذه الآيات في أبي بكر، وردَ ذلك عن عبد الله من طريق ابن عامر، وقتادة من طريق سعيد، قال ابن كثير: «وقد ذكرَ غيرُ واحدٍ من المفسرين أنَّ هذه الآياتِ نزلت في أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه، حتى إنَّ بعضَهم حكى الإجماعَ من المفسِّرين على ذلك، ولا شكَّ أنه داخلٌ فيها، وأَوْلى الأمة بعمومِها، فإن لفظها لفظُ العُموم، وهو قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى}، ولكنه مقدَّمُ الأمةِ وسابقُهم في جميع هذه الأوصاف، وسائر الأوصافِ الحميدة ...»