وهذا لا يخالِفُ التفسيرَ الأول؛ إلاَّ إن كان المرادُ تخصيص هذه الآية بهذا النوعِ من العقاب، وإن لم يكن، فإنه أشارَ إلى المُجازاة التي تكونُ على الأعمال في الدنيا. والمعروفُ أنَّ مُجازاة الدنيا إذا لم تكفِ، فإن الله يُكْمِلُ لها الحسابَ في الآخرة، ويشهدُ لهذا ما رَوى أنس قال: «كان أبو بكر يأكلُ مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، فنزلت هذه الآية: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، فرفعَ أبو بكرٍ يده، وقال: يا رسول الله، إني أُجْزَى بما عملتُ من مثقالِ ذرَّةٍ من شرٍّ؟ فقال: يا أبا بكر، ما رأيت في الدنيا مما تكره، فبمثاقيل ذَرِّ الشَّرِّ، ويدَّخر لك مثاقيل ذرِّ الخير، حتى توافاه يوم القيامة». والله أعلم.