(١) ورد هذا التفسير عن قتادة من طريق سعيد، وسفيان من طريق مهران، وفي رواية أخرى عن قتادة من طريق سعيد، قال: «في بعض القراءات: إنَّ الله على ذلك لشهيد»، وهذا تفسيرٌ للضمير في «إنه» على القراءة المعروفة، وقد وردَ عن محمد بن كعب القرظي أن الضميرَ للإنسان، والمعنى: «وإن هذا الكَفورَ شهيدٌ على نفسِه بكُفره؛ أي بلسانِ حاله»، قاله ابن كثير. وهذا القولُ ألْيَقُ باتساق الضمائر، وعودُها على الظاهر في أول الكلامِ من غير حاجةٍ إلى التقديم والتأخير؛ أي: إنَّ الإنسان، وإنه، وإنه. ولهذا جعل قتادة الكلام على التقديم والتأخير، فقال: «هذا في مقاديمِ الكلام، قال: يقول الله: إن الله لشهيدٌ أن الإنسانَ لحبِّ الخير لشديد». والاختلاف هنا من قبيل اختلاف التنوُّع، وهو يرجع إلى أكثر من معنى، وسببه الاختلاف في مفسَّر الضمير، والله أعلم.