للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ - ٧ - قولُه تعالى: {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ *ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ}: يقسِمُ ربُّنا بأنَّ عبادَه سيشاهِدون النارَ بأعينهم، ثمَّ أكدَّ هذا الخبرَ بأنه واقعٌ لا محالة، وأنَّهم سيكونونَ متيقِّنين برؤيةِ النار، يقيناً لا شكَّ فيه (١).

٨ - قولُه تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}؛ أي: ثمَّ ليسألنَّكُم اللَّهُ يومَ تَرَوْنَ النارَ عن كلِ نِعَمِهِ التي أنعمَها عليكم؛ كالأمنِ والصِّحَّة، والسمعِ، والبصرِ، والعافيةِ، وما يَطْعَمُهُ الإنسانُ ويَشْرَبُه ... إلخ (٢).


(١) وردَ عن ابن عباس من طريق العوفي أن هذه الآية في أهل الشرك.
(٢) فسَّر السلفُ النعيمَ بأمثلةٍ له، فوردَ عن ابن مسعود من طريق الشعبي، ومجاهد من طريق ليث، والشعبي من طريق عبد العزيز بن عبد الله: النعيم: الأمن والصحَّة.
وعن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة، والحسن من طريق عمر بن شاكر: النعيم: السمع والبصر وصحَّة البدن.
وقد ورد في هذه الآية حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم وصاحبيه لمَّا خرجوا من الجوع إلى حائطِ الأنصاري الذي ذبحَ لهمُ الشاة، فلما أكلوا وشربوا، قال: «لتُسألُنَّ عن هذا يوم القيامة، أخرجَكُم من بيوتِكم الجوع، فلم ترجِعوا حتى أصبتُم هذا»، فهذا من النعيم.
وعلى هذا، فالخلاف في النعيم يرجع إلى معنًى واحد، وهو كلُّ ما يتنعَّمُ به الإنسانُ في الدنيا، قال الطبري: «والصوابُ من القول في ذلك أن يقال: إنَّ اللَّهَ أخبرَ أنه سائلٌ هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصِّص في خبره أنه سائلُهم عن نوعٍ من النعيم دونَ نوع، بل عمَّ بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلُهم، كما قال، عن جميع النعيم، لا عن بعضٍ دون بعض».

<<  <   >  >>