وقد ورد هذا المعنى في غير ما آية؛ كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاً} [الفرقان: ٢٥]، وقوله: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ} [الرحمن: ٣٧]، وقوله: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ} [الحاقة: ١٦]، وقوله: {وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ} [المرسلات: ٩]، وقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} [الانفطار: ١]، وقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} [الانشقاق: ١]. (٢) بُني الفعل للمفعول للاهتمام بالحدث، وقد ذكر الله في هذه الآية حالين للجبال في هذا اليوم، وهما التسيير، وتحولها إلى هيئة السَّراب، وهي مرحلة الهباء والعِهْنِ الذي ذكره الله بقوله: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا *فَكَانَتْ هَبَاءَ مُنْبَثًّا} [الواقعة: ٥ - ٦]، وقوله: {وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} [القارعة: ٥]، وقوله: {وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} [المزمل: ١٤]، وبين هذين الحالين أحوالٌ تمر بها في هذا اليوم؛ كالدَّكِّ، والنَّسف، والرَّجف، ذكرَها الله في مواضعَ من القرآن. (٣) لما كان المقامُ مُقامَ وعيدٍ وتهديدٍ للمختلِفين في النبأ قُدِّم ذكرُ جهنم، التي هي اسمٌ من أسماء دار العذاب الأخروي، والمِرصاد: مكان الرصد والترقُّب، وفي هذا إشارة إلى ما ذكره الرسول صلّى الله عليه وسلّم من أمر الصراط الذي يوضع على متن جهنم، فيمرُّ الناس عليه، فتختَطِفُ النار بكَلالِيبها وخطاطيفها أهلها الذين حكمَ الله عليهم بدخولها، وقد أشار السلف في تفسير هذه الآية إلى المرور على النار؛ كالحسن، وقتادة، وسفيان الثوري.