(٢) أسند الطبري، عن عبد الله بن عمرو، قال: لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَابًا} [النبأ: ٣٠]، قال: فهم في مزيد من العذاب أبداً. (٣) عبَّر ابن عباس عن المفاز بأنه المُتَنَزَّه، وعبَّر عنه مجاهد وقتادة أنهم فازوا بأن نجوا من النار، وعند التأمل تجد أن نتيجة هذه الأقوال ومؤدَّاها واحد، والله أعلم. (٤) عبَّر جمهور السلف عن معنى الدِّهاق بالامتلاء، ورد ذلك عن ابن عباس من طريق مسلم بن نسطاس وأبي صالح وعلي بن أبي طلحة، وعن الحسن من طريق أبي رجاء ويونس، وعن مجاهد من طريق منصور، وعن قتادة من طريق معمر وسعيد، وعن ابن زيد. وورد تفسيرها بالمتتابعة عن أبي هريرة، وعن ابن عباس من طريق عمرو بن دينار، وعن سعيد بن جبير. ووردَ تفسيرها بالصافية عن عكرمة. ويظهر أن التفسير الأول هو التفسير اللغوي الأشهر في معنى اللفظ، أما الثاني، فقد أشار الطبري إلى وجود أصله في اللغة، بقوله: «وقوله: {وَكَاسًا دِهَاقًا} [النبأ: ٣٤] يقول: وكأساً ملأى متتابعة على شاربيها بكثرة امتلائها، وأصله من الدَّهق، وهو متابعة الضغط على الإنسان بشدة وعنف، وكذلك الكأس الدِّهاق: متتابعة على شاربيها بكثرة =