السادس: قوله: {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى}؛ أي: إذا اهتديت إليه وعرفته خشيته؛ لأن من عرَف الله خافه، ومن لم يعرفه لم يخفه، فخشية الله مقرونة بمعرفته، وعلى قدر المعرفة تكون الخشية. السابع: أن في قوله: {هَلْ لَكَ} فائدة لطيفة، وهي أن المعنى: هل لك في ذلك حاجة أو إِرَبٍ؟ ومعلوم أن كل عاقل يبادر إلى قَبول ذلك؛ لأن الداعي إنما يدعو إلى حاجته ومصلحته، لا إلى حاجة الداعي، فكأنه يقول: الحاجة لك، وأنت المتزكي، وأنا الدليل لك، والمرشد لك إلى أعظم مصالحك ... (١) فسَّر السلف الآية بأنها العصا واليد، وفي هذا إشارة إلى أنَّ لفظَ الآية في الآية يرادَ به جنسها، لا أنها آية واحدة. (٢) وقع خلافٌ بين السلف في الآخرة والأولى، وسببه أنه وصفٌ لموصوف محذوف، فقال كل منهم ما يناسب هذا الموصوف من الأوصاف على سبيل التواطؤ، وكل الأقوال =