(٢) قال مجاهد من طريق الأعمش: «ما كان في القرآن (قُتل الإنسان) أو فُعل بالإنسان، فإنما عنى به الكافر». وقال الطاهر بن عاشور (٣٠:٣٢٦): «الغالب في إطلاق لفظ الإنسان، في القرآن النازل بمكة؛ كقوله: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى} [العلق: ٦]، {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ} [القيامة: ٣] ...». (٣) عبَّر المفسِّرون عن معنى «قُتِلَ»: لُعِنَ، وهو تفسير بالمعنى؛ لأن من دعا عليه الله بالقتل، فقد طرَدَه من رحمته، وهو معنى اللعن. (انظر: تفسير ابن عطية لقوله: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ} [البروج: ٤])، ويَحْسُنُ الوقفُ في هذه الجملة على «الإنسان»، والاستئناف بما بعدها، لبيان المعنى فيهما. (٤) هذا التفسير على أن «ما» تَعَجُّبِيَّة، وقد جعلها بعض المفسِّرين استفهامية، ويكون تقديرُ الكلامِ: أيُّ شيء جعله يكفر؟، والتعجُّب ـ فيما يظهر ـ أبلغ في هذا المقام، وهو أنسب في بيان شدَّة كفر هذا الكافر، والله أعلم. ويكون الخلاف من اختلاف التنوع الذي يرجع إلى أكثر من معنى، وسببه: الاشتراك اللغوي، والله أعلم. (٥) السبيلُ في اللغة: الطريق، وقد اختلف السلف في المراد بهذا السبيلِ في الآية، على قولين: =