للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

علينا أن ندخل هذه الأشياء فى كلمة مصطح؟ وهل الأشخاص أيضاً يمكن أن

ندخلهم تحت طائلة الاصطلاح.

إن كلمة جعل اللفظ بإزاء المعنى فى أصلها يمكن

أن تشمل كل ذلك، لأن المعنى هو الصورة الذهنية للشئ الخارجي، وقد تكلم العلماء عن الوجودات الأربعة، وهى وجود في الأذهان، ووجود في الأذهان، ووجود على اللسان، ووجود فى البنان والوجود فى البنان والوجود المتعين المخصص هو الوجود الخارجي الذى له صورة فى الذهن، ولفظ يترجم عنه على اللسان، وبالكتابة بما يشير إلى ذلك اللفظ.

فالمعنى إذن يمكن أن يكون لكل شىء، وباعتبار أن الاصطلاح هو عملية

وضع جديد فإن الاصطلاح يمكن أن يشمل كل ما ذكرناه.

- ٨ -

وعلى سبيل المثال، فإن الدبوس فى اللغة هو آلة من آلات الحرب ويعنى

به عند طائفة من الصناع نوعاً من الكماشات، هذا الدبوس فى اللغة إذا أطلقناه عند العربى لانصرف ذهنه إلى آلة الحرب المعروفة، وهى كرة بها بروزٌ من حوانب متعددة، ولها يد يمسكها المحارب ويضرب بها خصمه وعدوه.

ولكننا إذا أطلقناها عند طائفة الصناع هولاء وقال أحدهم لصبيه: ائتني بالدبوس، فلابد عليه أن يأتيه بهذه الآلة المتعارف عليها بين أهل هذه الصناعة بهذا الاسم، هذا على حين أنه يطلق عند طائفة النساء على ما يشبك به مثلا.

وأطلق فى العصر الحديث على أداة من معدن على هيئة المسمار الصغير.

وهكذا نرى أن كلمة واحدة عرض لها الاصطلاح عند طوائف متعددة،

وعلى ذلك يمكن عندما نتعرض لصناعة من الصناعات أو فن من الفنون أو علم من العلوم أن نتعرض ونعد من المصطلح ما يدل على الآلة وما يدل على الوسيلة.

وما يدل على الأداة وما يدل على طريقة البحث وهكذا، لأن الاصطلاح فى

حقيقته وضع، وعندما يتوفر الوضع وتتوفر هذه العملية فلا بأس علينا من أن

نسمى ذلك اصطلاحاً، وأن نسمى تلك الألفاظ مصطلحاً.

بالنسبة للأشخاص إذا ما تأملنا ما بين أيدينا من التراث نجد أن الشافعى

رضى الله عنه يطلق كلمة الثقة، ويريد بها محمد بن إبراهيم بن أبى يحيى، فإذا

<<  <   >  >>