للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجئ المضاعف من هذا الباب إلا قليلاً لثقل الضمة والتضعيف.

وحكى يونس لببت تلب، ولبت تَلَبُّ أكثر، وأما حَبُبْتَ فمنقول إلى هذا الباب للتعجب كقضور وَرَمُو، ومنه قوله -:.

- * وَحُبُّ بِهَا مَقْتُولَةً حِينَ تُقْتَلُ (١) * فهو كقوله: - ١١ - قصعد لَهُ وَصُحْبَتِي بَيْنَ ضَارِجٍ * * وَبَيْنَ العذيب بعد ما مُتَأَمَّلِي (٢) على أحد التأويلين في بَعْدَ (٣) والأصل حَبِبْتَ بالكسر (٤) أي: صرت حبيباً، ولم يقولوا في القليل قللت كما قالوا في الكثير كَثُرَت، بل قالوا: قل


(١) سبق شرح هذا الشاهد (ص ٤٣) والاستشهاد به هاهنا على أن أصل حب (بضم الحاء) حبب (بكسر الباء) ، ثم نقل إلى فعل (بضم العين) للمدح والتعجب، ثم نقلت الضمة إلى الفاء وادغمت العين في اللام (٢) هذا البيت من طويلة امرئ القيس، والضمير في له يعود إلى البرق الذى ذكره في قوله: - أصاح ترى برقا أريك وميضه * * كلمع اليدين في حبى مكلل وضارج والعذيب: مكانان، وما: زائدة، ومتأملي: اسم مفعول من تأمل: أي بعد السحاب المنظور إليه، وهو فاعل بعد، ويجوز أن تجعل ما تمييزا، ويكون قوله متأملي هو المخصوص بالمدح (٣) والتأويل الثاني أن يكون سكون العين أصليا، وتكون بعد ظرفا لا فعل تعجب، وما: زائدة، ومتأملي مصدر ميمى بمعنى التأمل والنظر.
وهذا التوجيهان يجريان في رواية بعد (بفتح الباء) ، وأما في رواية ضم الباء فلا تحتمل إلا وجها واحدا، وهو أن يكون بعد فعلا ماضيا للتعجب (٤) لا وجه لتقييده بالكسر، فأنه قد جاء قبل نقله إلى باب التعجب من باب
ضرب ومن باب تعب، فكل منهما يجوز أن يكون أصلا للمضموم (*)

<<  <  ج: ص:  >  >>