للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم هذا حديث عن أبي عثمان النهدي "عن أبي عثمان" هو النهدي عبد الرحمن بن مل، بتثليث الميم "قال: قلت له: "إنك تحدثنا بالحديث فربما حدثتناه كذلك" يعني أعدته علينا مرة ثانية وثالثة ورابعة، نعم "وربما نقصت" يعني وربما زدت، يعني ليس من عندك، لكن جمل في الحديث، يكون الحديث مشتمل على الجمل ينشط الإنسان فيحدث به كاملاً، الحديث مكون من أربع جمل يحدث به كاملاً، وأحياناً يحدث بطرفه، جزئه، ربعه، نصفه، لا سيما إذا كان ما يتركه لا يترتب عليه فهم ما ذكره، هذا جائز عند أهل العلم تقطيع الحديث والاقتصار على جزء منه جائز لكن بشرط ألا يكون آخره متعلق بأوله، أو ترتب فهم أوله المذكور على المحذوف، فإذا جئنا إلى آية النساء مثلاً، وكان الحديث عن الأمانة لك أن تقول: يقول الله -جل وعلا-: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [(٥٨) سورة النساء] وتقف، لك ذلك، ولا يلزمك أن تقول: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} [(٥٨) سورة النساء] كما أنه إذا كان الحديث عن العدل لا يلزمك أن تقول: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [(٥٨) سورة النساء] بل يكفي أن تقول: {وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ} [(٥٨) سورة النساء] فتأتي بما تحتاجه من الحديث شريطة أن يكون مستقل المعنى كامل المعنى، فربما زاد المحدث وربما نقص، لكن ما يزيد من كيسه من عنده، لا، ولا ينقص شيء المذكور بحاجته، لكن يقول: "عليكم بالسماع الأول" الذي أديناه في وقت نشاط الذهن، ولذا أنس بن مالك لما طالت به الحياة، عُمّر بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- أكثر من ثمانين سنة، لما طالت به الحياة قال: سلوا الحسن فإنه حفظ ونسينا، لا شك أن الإنسان يضعف في آخر عمره، وينسى بعض الشيء، لكن عليك بما سمعته منه أولاً، نعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>