حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد شيخ من أصحاب عبد الله -رضي الله تعالى عنه- قال:"بينما نحن في المسجد إذ جاء خباب بن الأرت -رضي الله عنه- فجلس فسكت، فقال له القوم: إن أصحابك قد اجتمعوا إليك لتحدثهم أو لتأمرهم قال: بم آمرهم؟ فلعلي آمرهم بما لست فاعلاً".
يقول: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد شيخ من أصحاب عبد الله قال .. : سمي وإلا ما سمي؟
طالب: ما سمي.
هاه؟
طالب:. . . . . . . . .
إيه لا هو مجهول، مجهول، مجهول، شيخ من أصحاب عبد الله لكن يكفيه أنه من أصحاب عبد الله بن مسعود، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
معروفين أصحاب عبد الله كلهم أثبات.
قال: "بينما نحن في المسجد إذ جاء خباب بن الأرت: الصحابي الجليل، فجلس فسكت، فقال له القوم: إن أصحابك قد اجتمعوا إليك لتحدثهم أو لتأمرهم قال: بم آمرهم؟: يعني ينتظر من صحابي مثل خباب ألا يضيعوا الفرصة في هذا الاجتماع، ينتظر من طالب علم أن ينفع الناس، ينتظر من عالم أن يوجه الناس إذا اجتمعوا ويستغلون الفرص، ينتظر منهم ذلك، وهذا المؤمل وهذا المرجو ألا تفوت الفرص، لكن على الإنسان أن يهتم بنفسه، إذا رأى أن النفس .. ، يحاسب نفسه إذا رأى أنه يستفيد من كلامه يتكلم، إذا رأى أنه يتضرر من كلامه يسكت، ولا يمكن أن يكون هذا الكلام على عمومه، فلعلي آمرهم بما لست فاعلاً: لا تأمرهم إلا بما أنت فاعل، نعم، لكن مثل هذا الكلام لا يصد العالم ولا طالب العلم من نفع الناس، وإلا لو فتحنا هذا الباب قلنا: لا يتكلم أحد، يتكلم الإنسان ويأمر الناس وينهاهم ويوجههم بما يفعل، فلا يأمر الناس ويترك، فقد جاء في الحديث الذي يرى في النار ((فيقال: ما بالك يا فلان كنت تأمرنا وتنهانا؟ قال: نعم، آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه))، {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [(٨٨) سورة هود]، فعلى الإنسان أن يأتمر وينتهي بدء من نفسه، ثم بعد ذلك يأمر غيره وينهاهم.