للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولا: أن النية في شهر رمضان واجبة، ويكفي أن ينوي العبد المسلم أنه سيصوم رمضان في أول الشهر، ويستصحب حكمها بقية الشهر، بمعنى ألا يقطع الصيام لا بفعله ولا بنيته، فإن قطعه بفعل أو بنية لزمه استئناف نية جديدة.

وأمر النية قد يشكل على كثير من المسلمين، وقد يورث عند بعضهم الوسوسة، وهو أمر يسير، فالنية إنما هي العزم على الصيام، والعبد المسلم منذ أن يعلم أن غدا من رمضان وهو عازم على صيامه إلا إن كان فيه مانع من الموانع، ومحل النية القلب ولا يجوز التلفظ بها.

ثانيا: ينبغي للمسلمين أن يحرصوا على السنة في تعجيل الفطور، لحديث سهل بن سعد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر (١) » متفق عليه.

وفي تأخير السحور جاء حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، قال: «تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة. قلت- أي الراوي عن زيد-: كم كان قدر ذلك؟ قال: خمسين آية (٢) » متفق عليه.

ثالثا: يلاحظ على كثير من المسلمين السهر في ليالي هذا الشهر الكريم على الملهيات، حتى إذا اقترب وقت السحر ناموا، ففاتهم فضل السحور وفضل إدراك وقت النزول الإلهي، وربما فاتتهم صلاة الفجر والعياذ بالله، فالواجب على العبد الحزم في ذلك، وأن يجعل شهره هذا موسما للازدياد من الطاعات، وأن لا ينشغل بما يصده عن الله من الملهيات.


(١) صحيح البخاري الصوم (١٩٥٧) ، صحيح مسلم الصيام (١٠٩٨) ، سنن الترمذي الصوم (٦٩٩) ، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٩٧) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٣٧) ، موطأ مالك الصيام (٦٣٨) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٩٩) .
(٢) صحيح البخاري الصوم (١٩٢١) ، صحيح مسلم الصيام (١٠٩٧) ، سنن الترمذي الصوم (٧٠٣) ، سنن النسائي الصيام (٢١٥٦) ، سنن ابن ماجه الصيام (١٦٩٤) ، مسند أحمد بن حنبل (٥/١٨٢) ، سنن الدارمي الصوم (١٦٩٥) .

<<  <   >  >>