موسكو. وربما في اللحظة التي دخلت فيها مر فوق رؤوسنا أحد الأقمار الصناعية، التي تدور حول الأرض عشر مرات أو ما يزيد على ذلك في اليوم.
وإن هذا لهو العالم الجديد الذي نتساءل فيه شرقا وغربا شمالاً وجنوبا، بسرعة الكهرباء أو سرعة الصاروخ. ولهذه الظاهرة نتائج لم نكن نتوقعها قبل عشرين سنة.
فنحن نعيش اليوم في عالم أصبح كأنه عمارة واحدة تسكنها الشعوب. كأنه عمارة تشبه ما يسمى (المجمّع) في القاهرة. ترى كيف توزع السكنى في هذا المبنى على الشعوب؟
إن هذا السؤال يرد بطبيعة الحال على شفاهنا، وهو يعبر بصورة أخرى عن السؤال الأول الذي جعلناه موضوعا لحديثنا. وإن أهميته تبدو ظاهرة لكل شعب يتساءل عن مكان له في هذا العالم. فحينها توزع السكنى على الشعوب (في المجمّع العالمي)، ترى أين يكون مسكننا نحن الشعب الجزائري؟ وبأي دور من أدوار المبنى يكون مقرنا نحن الشعوب العربية عامة؟
إن علينا أن نتصور القضية في بساطتها، وأن نتخذ من استعارة (المجمع) ما يفيدنا في توضيح الموضوع، فنحن نعلم بداهة أن الحاجة هي الأساس الذي يقوم عليه توزيع الغرف على (السكان)، وتحديد مكانها في المبنى المعد لمصلحة عامة مثل المجمع. فإن عدد الغرف لابد أن يناسب أهمية المصلحة الإدارية التي أعدت من أجلها، واعتبار الحاجة أو المصلحة هو الذي يحدد عدد الغرف ومكانها.
وكل حاجة أو (مصلحة) بالتعبير الإداري، تستمد أهميتها من المصلحة العامة التي بني من أجلها المبنى.