للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذاتية لازمة لله.

. ٥عناية الله عزّ وجل بالخلق حيث كتب حسناتهم وسيئاتهم قدراً وشرعاً..

٦أن التفصيل بعد الإجمال من البلاغة، يعني أن تأتي بقول مجمل ثم تفصله، لأنه إذا أتى القول مجملاً تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل، فيأتي التفصيل والبيان وارداً على نفس مشرئبة مستعدة، فيقع منها موقعاً يكون فيه ثبات الحكم.

. ٧فضل الله عزّ وجل ولطفه وإحسانه أن من هم بالحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة، والمراد بالهم: العزم، لا مجرد حديث النفس، لأن الله تعالى عفا عن حديث النفس لا للإنسان ولا عليه.

وسبق شرح أحوال من هم بالحسنة ولم يعملها فليرجع إليه.

. ٨مضاعفة الحسنات، وأن الأصل أن الحسنة بعشر أمثالها، ولكن قد تزيد إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.

ومضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور، منها:

الأول: الزمان، مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة "مَا مِنْ أَيَّام العَمَلُ الصَّالِحُ فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشر قَالوا: ولاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ، قَالَ: وَلا الجِهَادُ في سَبيلِ الله" (١) هذا عظم ثواب العمل بالزمن.

ومن ذلك قوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر: ٣)

الثاني: باعتبار المكان، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "صَلاَةٌّ في مَسجِدي هَذا أَفضَلُ مِنْ


(١) أخرجه الإمام أحمد - ج١/ص٢٢٤، عن أبي معاوية بهذا الإسناد، (١٩٦٨) . والترمذي - كتاب: الصوم، باب: ما جاء في العمل في أيام العشر، (٧٥٧) . وابن ماجه في كتاب: الصيام، باب: صيام العشر، (١٧٢٧) . والدارمي - ج٢/ص٤١، كتاب: الصوم، باب: في فضل العمل في العشر، (١٧٧٣) . وأيو داود - كتاب: الصوم، باب: في صوم العشر، (٢٤٣٨) . والبخاري بمعناه - كتاب: العيدين، باب: فضل العمل في أيام التشريق، (٩٦٩)

<<  <   >  >>