المناخ الذي سيتم فيه إبرام الميثاق الاستعماري في مؤتمر برلين ١٨٨١م، حيث كان الضمير الأوربي، الضمير المتحضر يعيش هذه الملحمة المتفقة مع روح ذلك الميثاق، فلا نستغرب معه استعمال تسميات الاكتشافات الاستعمارية والفتوحاف الاستعمارية. لكن الشيء الذي يهمنا نحن من جانب التحليل اليوم- كي نعود إلى موضوعنا- هو كيف فقدت المسوغات؟
كان الطفل يشبع جانب تعطشه للأشياء الغريبة والقصص النادرة وقصص البطولات، في جو الاستعمار وفي ملحمة الفكرة الاستعمارية نفسها، لذلك لا نستغرب أن نرى رجلاً كـ (ستانلي) في أواخر القرن الماضي، نشأ في هذا الجو وتكونت عنده فكرة الاكتشافات وفكرة الفتوحات، نراه يغادر وطنه وينزل إلى إفريقية الوسطى فيحتل قطاعا ًكبيراً منها. لقد كان يرى ما يراه على الخريطة قطعة بيضاء فراودته الفكرة أن يلونها بلون ما، وكان اللون الأحمر على الخرائط المستعملة في أواخر القرن الماضي مخصصاً لتلوين