للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الآن فلا شك أننا سنتفق على الجواب. فعندما نتساءل كيف يقوم المسلم بدوره في اتجاه تحقيق معنى الآية الكريمة التي أوردناها نجيب آلياً: إن على المسلم أن يبلغ الإسلام، دون أن نحدد في إجابتنا شروط هذا التبليغ، وهذا هو المنطق السهل الذي يغرر بنا، إن الجواب صحيح شكلياً ولكننا بكل أسف نقف عند الجواب ولا نرى مقتضياته الواقعية.

سأعطيكم صورة رمزية نطبقها بعد ذلك: هل ترون

إلى أرض عطشى تنتظر الري من الماء؟ هل نستطيع ريها بماء يجري تحت مستواها؟ إن الإجابة ستكون بالطبع: لا باستثناء المجنون أو صاحب الشطحات الصوفية إذ يعتقد أن الماء سوف يطلع إليها فيسقيها. لا لن يسقي الماء الأرض بالصعود إليها، وإنما بالانحدار وذلك بحكم السنن الإلهية عن طريق الجاذبية. سنة الله تقتضي أن ينحدر إلى هذه الأرض إذا كان مستواه يخوله ذلك.

إذن إذا أراد المسلم أن يقوم بدور الري بالنسبة للشعوب المتحضرة والمجتمع المتحضر، وأراد- بعبارة

<<  <   >  >>