وعالم العلوم ... ولكنها فقدت في أعماق نفسها البعد الذي كان يروح عليها ويرفه عنها ويسندها في وقت المحن لأنه يربطها بوجود الله. إذا أراد المسلم أن يسدَّ هذا الفراغ في النفوس المتعطشة، النفوس المنتظرة للمسوغات الجديدة ... فيجب أولاً أن يرفع مستواه إلى مستوى الحضارة أو أعلى منها كي يرفع الحضارة بذلك إلى قداسة الوجود)) (١).
فحضارة القرن العشرين أفقدت أو أتلفت قداسة الوجود، في النفوس وفي الثقافة وفي الضمائر. ولقد أتلفت القداسة لأنها عدتها شيئاً تافهاً لا حاجة لنا به.
ولقد انجرت إلى إتلافها بسبب منشأ ثقافتها التي يطلق عليها اليوم (العلمية)، والتي أخضعت كل شيء وكل فكرة إلى مقاييس الكم منذ عهد ديكارت. لقد حاولت أوربة ونجحت، ونجاحها قد يفسر لنا اليوم على المدى البعيد، فشلها في الاسمرار. لقد نجحت في