شروط منطقية وغير منطقية أعني خارجة عن المنطق، مجموعة شروط تحقق أمرين: الاقتناع والإقناع.
الاقتناع أولاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن للمسلم إن لم يقتنع بأن له رسالة أن يبلغ الآخرين هذه الرسالة، أو فحوى هذه الرسالة أو مفعول هذه الرسالة. إذن يجب أن يقتنع هو أولاً. وأنا أعني قناعته برسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين ولا أتكلم عن اقتناعه بدينه. فكل مسلم مقتنع بدينه من يوم أن نزلت الآية الأولى في غار حراء. ومن يحاول أن يأتي للمسلمين بوسائل لاقتناعهم بدينهم فإنما يضيع وقته وربما يضيع وقت المسلمين أنفسهم. فالمهم في الأمر اليوم أن نلاحظ أن الشكوك التي تسربت إلى عقول الآخرين عن المجتمع الإسلامي إنما تتناول رسالة المسلم لا عقيدته. فهل الإنسان الذي يستمع إلى المسلم وهو يتحدث عن رسالته، إنسان تفحص أو راجع أمر القرآن من حيث هو فكرة صحيحة؟ إن هذا هو من شأن بعض الاختصاصيين: بعض الأفراد من النخبة مثل (لامارتين) الذي خصص