قدميك؟ أرني كي ألمس هذه الآثار بيدي لا بعقلي. هذا قولهم بالطبع وليس قولنا، وإنما نذكره بوصفه عينة من تفكيرهم ومن أوضاعهم النفسية أمام الأفكار. فهل هم يتصلون بالأفكار عن طريق المنطق الذي نعتبره نحن السند الأول لإبطال أو تأييد فكرة معينة؟ كلا إنهم لا يطرقون الموضوع من هذا الباب وإنما من باب (سان توما).
فما هو واضح في تصوري أنا المسلم، ليس واضحاً بالنسبة للآخرين الذين ينبغي علي أن أتقدم إليهم، آخذاً بإلاعتبار تصورهم هم لا تصوري أنا عن حقيقة المسلم. لأن حقيقة المسلم محجوبة عن نظر الآخرين. إن حقيقة المسلم، كرامة المسلم، فضيلة المسلم، أخلاق المسلم، شرف المسلم، عزة المسلم؛ كل هذه الأشياء تخفيها عن نظر الآخرين المظاهر الاجتماعية. وهي تشهد بكل أسف في نظر الآخرين على المسلم وضده. فالمسلم فقير، والمسلم جاهل، المسلم كذا ... الإحصائيات الموجودة في العالم كذا ... إلخ ...