٦٥ - وقال أبو حنيفة: - وذكر الزعفران -: ومن أسمائه الكُرْكم، وهو فارسيّ، وقد جرى في كلامهم، قال البَعيث في صفة قطاة:
سماويّةٌ كَدْرٌ كأنَّ عيونها ... يُداف بها وَرْسٌ حديث وكرْكمُ
والكركم غير الزَّعفران: الزعفران شَعَر معروف، والكركم: عيدان معروفة يُستغنى بشهرتها عن الشاهد عليها، ولونها كلون الوَرْس سواء وهما مُباينان للون الزعفران، وهما: أصفران، وصبيغاهما أصفران فاقعان، وكلّما زيدَ في صِبْغهما نَصَعا، وصَبيبُ الزعفران أيضاً أصفر، فإن زيد في صبغه رهقته كدْرة، فإن أُفرط فيه شاكل السَّواد. ولون الزعفران أحمر، ولذلك قالت العرب: الأحمران - يعني الزعفران والذهب، وقالوا: الزعفران والخمر، وقالوا: الزعفران واللحم، قال الشاعر:
إنَّ الأحامر الثلاثة أذهبتْ ... مالي وكنتُ بها قديماً مُولعا
الخمر واللحم الغريض وأطَّلي ... بالزَّعفران فما أزال مروّعا
٦٦ - وقال أبو حنيفة - وقد ذكر السِّحاء - أخبرني بعض أعراب السراة - وهي معدن السِّحاء - قال: السِّحاء شوك قصار لازم للأرض لا يسمو يكثر في منابته ولا ورق له، ولكن أقماع كبيرة في أضعاف الشوك ثم ذكر كلاماً، وقال: وعن الأعراب: السحاء شجيرة مُغبرة مثل الكف لها شوك، وزهرة بيضاء مُشربة تسمى البَهْرمة.
قال أبو القاسم: وقال أبو يوسف: ويقال رأيت سِحاء كأنه أذناب الحَسَلة، والسِّحاء: نبت يتمطّط إذا مُضغ كأنه الخِطميّ، وهو ينبت على هيئة أذناب الضَّباب.
وهذه الصفة مخالفة لصفة أبي حنيفة لأنه قال: مثل الكفّ، والقول قول يعقوب.
وقال أبو يوسف: وله براعيم ولا يكون في تلك البراعيم ورق، ولكن الورق في أصوله كأنه ورق الهندباء، إلاّ أنه قصار على قدر أنملة وأنملتين ينبت في الجبل والبلد الغليظ الذي يشبه الجبل ولا يفنيه المال في منابته أبداً.
وهذا القول أيضاً لما رواه أبو حنيفة لأنه قال: ولا ورق له. وقال أبو يوسف: ولكن الورق في أصوله. والقول قول أبي يوسف.
٦٧ - وقال أبو حنيفة، العَنْقر: المرَزَجوش، ذكر ذلك أبو نصر، وقال: هو أيضاً السَّمسق، وقال غيره من الرواة يقال لها: العِتر. ولم أجد ذلك معروفاً - وقد وصفنا العتر - ولا يكون العَنْقر بأرض العرب برياً وقد يكون بغيرها، ومنه يكون هناك الّلادن.
وهذا غلط لأنَّ اللاذن شيء يقع من السماء بجزائر بحر الروم من قبرس وغيرها من بلاد أرمينية سقط على ضروب من النبات فترعى ذلك النبات الغنم فيتلزق اللاذن فيها فيُنتزع من أصوافها وشعورها، وهو شيء كالمن إلاّ أنه أسود. وحكى هذا حذّاق الفلاسفة المتقدمين جالينوس وغيره.
تم الردّ على أبي حنيفة بحمد الله وعونه
[المستدرك على التنبيهات]
هذا مستدرك أوردت فيه ما وجدته معزواً لعلي بن حمزة ما لم يرد في " التنبيهات " و " بقيّته " وعسى أن يكون بعضه نقل من مصنفاته الأُخر، أو ما ارتضاه، أو ما وجد مضبوطاً بخطه لمصنفات غيره.
قال ابن قتيبة: ومن ذلك: الأريُّ، يذهب الناس إلى أنه المعلف. قال المفسر: هكذا رواه أبو علي بالميم، وفتح اللام، وجعله بمنزلة الالآت، وقال: هو شيء منسوج من صوف يمدونه بين أيدي خيلهم.
٢ - قال في هذا الباب: سَلْم: الدلو لها عروة واحدة. قال المفسر: كذا قال يعقوب بن السكيت.
وردّه عليه علي بن حمزة وقال: الصواب عرقوة، وهي الخشبة التي يضع السّقاء فيها يده إذا استقى بالدلو، والدلو الكبيرة لها عرقوتان، ولا يمكن أن يكون دلو بعرقوة واحدة.
٣ - وامرؤ القيس: لقب له ومعناه: رجل الشِّدة. كذا قال علي بن حمزة، وأنشد:
وأنت على الأعداء قيس ونجدة ... وللطارق العافي هشامٌ ونوفلُ
وتكنى أبا وهب، وأبا الحارث.
٤ - قال صاحب الاقتضاب: قال أبو عمرو الشيباني: " رفيعة بالفاء " كذا وجدتها مقيدة بخط علي بن حمزة.
٥ - ابن بري: وذكر في هذا الفصل - يعني الجوهري - قال: الحَرَد: الغضب بفتح الراء.
قال الشيخ - رحمه الله - الذي ذكره سيبويه: حَرِد يحرَد حرْداً - ساكنة الراء - إذا غضب، وكذا ذكره ابن دريد، والأصمعي، وعلي بن حمزة، وشاهده قول الأشهب ابن رميلة:
أسودُ شرىً لاقت أسودَ خَفيّةٍ ... تَساقَوا على حَرْدٍ دِماء الأساودِ
٦ - القوصرة: للتي يكنز فيها التمر من البواري وهو: