للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

١٨٩ - والمقصود هنا أن الصديق كان أمنَّ الناس في صحبته وذات يده لأفضل الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكونه كان ينفق ماله في سبيل الله كاشترائه المعذبين. ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً في خاصة نفسه لا إلى أبي بكر ولا غيره، بل لما قال له في سفر الهجرة: إن عندي راحلتين فخذ إحداهما، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بالثمن" (١) . فهو أفضل صديق لأفضل نبي، وكان من كماله أنه لا يعمل ما يعمله إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى لا يطلب جزاء من أحد من الخلق، لا الملائكة ولا الأنبياء ولا غيرهم.

١٩٠ - ومن الجزاء أن يطلب الدعاء، قال تعالى عمن أثنى عليهم (٧٦: ٩) : {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا} .

١٩١ - والدعاء جزاء كما في الحديث "من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه (٢) به فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه" (٣) .

١٩٢ - وكانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بصدقة تقول للرسول: اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا ويبقى


(١) البخاري (٧/٢٣٠) فتح، ٦٣ - مناقب الأنصار، ٤٥ - باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، حديث (٣٩٠٥) .
و (١٠/٢٧٣ - ٢٧٤) ، ٧٧ - كتاب اللباس، ١٦ - باب التقنع حديث (٥٨٠٧) . وأحمد (٦/١٩٨) من حديث ابن شهاب عن عروة عن عائشة - رضي الله عنها-.
(٢) في خ: "تكافئوه"، والتصحيح من: أبي داود.
(٣) أخرجه أبو داود (٢/٣١٠) ، ٣ - كتاب الزكاة، ٣٨ - باب عطية من سأل بالله، حديث (١٦٧٢) . وأحمد (٢/٦٨، ٩٩، ٦١٢٧) . والنسائي (٥/٦١) ، كتاب الزكاة، باب من سأل بالله عز وجل. مِنْ حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.