للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

وقوله تعالى (٥: ٣٥) : {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} أي القربة إليه بطاعته. وطاعةُ رسوله طاعته، قال تعالى (٤: ٨٠) : {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أطاع الله} .

٢٥٠ - فهذا التوسل الأول هو أصل الدين، وهذا لا ينكره أحد من المسلمين.

وأما التوسل بدعائه وشفاعته - كما قال عمر - فإنه توسل بدعائه لا بذاته، ولهذا عدلوا عن التوسل به إلى التوسُّل بعمه العباس ولو كان التوسل هو بذاته لكان هذا أولى من التوسل بالعباس، فلما عدلوا عن التوسل به إلى التوسل بالعباس علم أن ما يفعل في حياته قد تعذر بموته، بخلاف التوسل الذي هو الإيمان به والطاعة له فإنه مشروع دائماً.

٢٥١ - فلفظ التوسل يراد به ثلاثة معان:

أحدهما: التوسل بطاعته، فهذا فرض لا يتم الإيمان إلا به.

٢٥٢ - والثاني: التوسل بدعائه وشفاعته، وهذا كان في حياته ويكون يوم القيامة يتوسلون بشفاعته.

٢٥٣ - والثالث: التوسل به بمعنى الإقسام على الله بذاته والسؤال بذاته، فهذا هو الذي لم تكن الصحابة يفعلونه في الاستسقاء ونحوه، لا في حياته ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف


= العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - حديث (٣٧١٠) . وابن سعد في الطبقات (٤/٢٨ - ٢٩) .
والبيهقي في السنن الكبرى (٣/٨٨) . كلهم من حديث أنس - رضي الله عنه -.