للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

٥٢٢ - وقد خولف فيها، فرواها أبو نعيم عن الطبراني: حدثنا أحمد ابن زيد بن الجريش، حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: "اجتمع في الحجر مصعب وعروة وعبد الله بنو الزبير، وعبد الله بن عمر فقالوا: تمنوا فقال عبد الله بن الزبير أَمَّا أنا فأتمنى الخلافة، وقال عروة: أَمَّا أنا فأتمنى أن يوخذ عني العلم، وقال مصعب: أما أنا فأتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسُكينة بنت الحسين، وقال عبد الله بن عمر: أما أنا فأتمنى المغفرة. قال: فنالوا كلهم ما تمنوا، ولعل ابن عمر قد غفر له" (١) .

٥٢٣ - قلت: وهذا إسناد خير من ذاك الإسناد باتفاق أهل العلم، وليس فيه سؤال بالمخلوقات.

وفي الباب حكايات عن بعض الناس، أنه رأى مناماً قيل له فيه: ادع بكذا وبكذا، ومثل هذا لا يجوز أن يكون دليلاً باتفاق العلماء.


(١) الحلية (٢/٩١) ، قال: حدثنا أحمد بن بندار، قال: حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا سليمان بن معبد، ثنا الأصمعي، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: اجتمع في الحجر مصعب بن الزبير، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عمر، وذكر القصة. فلعل الإسناد الذي ذكره شيخ الإسلام، قد ذكره أبو نعيم في موضع آخر، أو سبق نظره إلى إسناد آخر، فإن أبا نعيم كثيراً ما يروي عن الطبراني.
أحمد بن بندار لعله أحمد بن بندار بن إسحاق الأصبهاني الغار الظاهري وثقه أبو نعيم، توفي ٣٥٩، السير للذهبي (١٦/ ٦١ - ٦٢) .
وعبد الله بن سليمان بن الأشعث، هو ابن أبي داود، ثقة. تأريخ بغداد (٩/٤٦٤ - ٤٦٩) .
وسليمان بن معبد، هو أبو داود المروزي السنجي، ثقة. التقريب (١/٢٣٠) .
والأصمعي، هو عبد الملك بن قُريب، الشاعر المشهور، صدوق.
وعبد الرحمن بن أبي الزناد، صدوق تغير حفظه، وكان فقيهاً. التقريب (١/٤٨٠) . فهو إسناد جيد فإذا انضم إلى الإسناد الذي ذكره شيخ الإسلام ازداد قوة، إذا سلم من الانقطاع بين عبد الرحمن وأصحاب القصة. وعلى كل فهو خيرٌ من ذاك الإسناد.