لهم في هذه الحكاية التي تعلقوا بها، فيقول في الفقرة (٣٨٧)(١) :
"مع أن قوله: وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام يوم القيامة" إنما يدل على توسل آدم وذريته يوم القيامة، وهذا هو التوسل بشفاعته يوم القيامة وهذا حق كما جاءت به الأحاديث الصحيحة وساق حديثاً من أحاديث الشفاعة.
٤ - مناقضتها لمذهب مالك المعروف عنه من وجوه أحدها: قوله: "أستقبل القبلة وأدعوا أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو؟ ".
فقال: - أي مالك - "ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة آبيك آدم".
فإن المعروف عن مالك وغيره من الأئمة وسائر السلف من الصحابة والتابعين، أن الداعي إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أراد أن يدعو لنفسه فإنه يستقبل القبلة، ويدعو في مسجده، ولا يستقبل القبر ويدعو لنفسه بل إنما يستقبل القبر عند السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له.
هذا قول أكثر العلماء كمالك في إحدى الروايتين والشافعي وأحمد وغيرهم.
(١) استمر هذا النقاش إلى مسافة طويلة إلى الفقرة (٤٤٨) فاخترت بعض الفقرات نموذجاً لمعالجته القضايا التي يخالفه فيها خصومه، حيث يتعلقون بشبه واهية وحكايات باطلة، بينما هو يغترف من بحر من العلوم الإسلامية، فيدعم مذهبه بالكتاب، والسنة، والتاريخ، ومذاهب الصحابة والتابعين والأئمة، والقواعد الأصولية والحديثية واللغوية. ويؤيد كل ذلك بمناقضة ما يتعلقون به من شبهات وحكايات لمذاهب السلف من الصحابة فمن بعدهم خصوصاً الإمام مالك الذي نسبت إليه هذه الحكاية الباطلة.