للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - يؤكد على فساد معنى هذه الحكاية فيقول في الفقرة (٤٣٢) :

"ومعلوم أن هذا لم يأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا سنه لأمته، ولا فعله أحد من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا استحبه أحد من أئمة المسلمين، لا مالك ولا غيره من الأئمة فكيف يجوز أن ينسب إلى مالك مثل هذا الكلام الذي لا يقوله إلا جاهل لا يعرف الأدلة الشرعية ولا الأحكام المعلومة بأدلتها الشرعية، مع علو مالك، وعظم فضيلته وإمامته وتمام رغبته في اتباع السنة وذم البدع وأهلها وهل يأمر بهذا أو يشرعه إلا مبتدع، فلو لم يكن عن مالك قول يناقض هذا لعلم أنه لا يقوله".

٧ - ثم يكر على الحكاية وعلى فساد معناها من حيث اللغة العربية فيقول في فقرة (٤٣٣) : "ثم قال في الحكاية: "استقبله واستشفع به فيشفعك الله".

والاستشفاع به معناه في اللغة، أن يطلب منه الشفاعة كما يستشفع الناس به يوم القيامة، وكما كان أصحابه يستشفعون به ... .

وإذا كان الاستشفاع منه طلب شفاعته، فإنما يقال في ذلك استشفع به فيشفعه الله فيك، لا يقال فيشفعك الله فيه، وهذا معروف في الكلام ولغة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسائر العلماء.

يقال: شفع فلان في فلان فشفع فيه، فالمشفَّع الذي يشفِّعه المشفوع إليه هو الشفيع المستَشفَع به، لا السائل الطالب من غيره أن يشفع له.

<<  <  ج: ص:  >  >>