للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} فجعل الطاعة لله والرسول، وجعل الخشية والتقوى لله وحده.

١٥٦ - وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: "يا غلام! إني معلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، جفَّ القلم بما أنت لاق، فلو جهدت الخليقة على أن يضرُّوك لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك، فإن استطعت أن تعمل/ لله بالرضا مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً" (١) .

١٥٧ - وهذا الحديث معروف مشهور، ولكن قد يروى مختصراً، وقوله: "اذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" هو من أصح ماروى عنه.


(١) أخرجه أحمد (١/٢٩٣، ٣٠٣، ٣٠٧) من طريقين منقطعين، ومن طرق صحيحة متصلة إلى قيس بن الحجاج الكلاعي المصري وهو صدوق، عن حنش الصنعاني عن ابن عباس - رضي الله عنه - والترمذي (٤/٦٦٧) ، ٣٨ - كتاب صفة القيامة، حديث (٢٥١٦) من طريقين إلى قيس بن الحجاج به. وقال: هذا حديث حسن صحيح.
قال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص ١٧٤) : "وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه علي ومولاه عكرمة وعطاء بن أبي رباح وعمرو بن دينار وعبيد الله بن عبد الله وعمرو مولى عفرة وابن أبي مليكة وغيرهم، وأصح الطرق كلها طريق حنش الصنعاني التي خرجها الترمذي كذا قاله ابن منده وغيره".