للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

١٦٩ - ولكن العبد قد يكون مأمورًا في بعض الأوقات بما هو أفضل من الدعاء كما روي في الحديث:

"من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين".

١٧٠ - وفي الترمذي (١) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" قال الترمذي: حديث حسن غريب.

١٧١ - وأفضل العبادات البدنية الصلاة، وفيها القراءة والذكر والدعاء وكل واحد في موطنه مأمور به، ففي القيام بعد الاستفتاح يقرأ القرآن، وفي الركوع، والسجود ينهى عن قراءة القرآن ويؤمر (بالتسبيح والذكر وفي آخرها يؤمر) (٢) بالدعاء، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في القيام أيضاً وفي الركوع،/ وإن كان جنس القراءة والذكر أفضل.

١٧٢ - فالمقصود أن سؤال العبد لربه السؤال المشروع حسن مأمور، وقد سأل الخليل وغيره، قال تعالى عنه (١٤: ٣٧ - ٤١) : {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ


(١) في (٥/١٨٤) ، ٤٦ - كتاب فضائل القرآن، حديث (٢٩٢٦) . والدارمي (٢/٣١٧) ، فضائل القرآن، ٦ - باب فضل كلام الله على سائر الكلام، حديث (٣٣٥٩) ، كلاهما من حديث عطية ابن سعد العوفي، وهو صدوق يخطيء كثيراً، وكان شيعياً مدلسا، وقد عنعن في هذا الحديث، وقد ذكره الحافظ في الطبقة الرابعة من طبقات المدلسين (ص ٥٠) : "وهم من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع" وأورده الحافظ الضياء في كتاب فضائل الأعمال (ص ١٠٧) .
(٢) من قوله: "بالتسبيح" إلى: "يؤمر" سقطت من: ز، ب.