للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٧- ومن ذلك قصد مواضع مختصة بشركائهم للتبرك بها، ويكون الحلول بها تقرباً منهم فحرم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" فشد الرحال بقصد العبادة إلى غير هذه المساجد الثلاثة خروج عن الشرع، وإحياء لأمور الجاهلية التي حرمها الإسلام، وما يفعله كثير من المسلمين اليوم عند قبور الأولياء أمر منكر، ومصادم لما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

٨- كانوا يسمون أبناءهم عبد العزى وعبد شمس وغير ذلك من الأسماء المشعرة بالعبودية لغير الله عز وجل فأنكر الله عز وجل ذلك وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} ١. ولا يظن بآدم وحواء أنهما أشركا بالله عز وجل، لعصمة آدم عليه السلام ولاسيما بعد قصته مع إبليس لعنه الله، والأثر الوارد من طريق الحسن، عن سمرة بن جندب في ذلك، رده الحافظ ابن كثير رحمه من وجوه:

الأول: أنه من رواية عمر بن إبراهيم البصري٢ وثقة ابن معين٣ وقال فيه أبو حاتم الرازي: "لا يحتج به"٤.

الثاني: أنه ورد من قول سمرة نفسه ليس مرفوعاً. أخرجه ابن جرير في تفسيره٥.

الثالث: أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعاً لما عدل عنه٦

قال ابن جرير رحمه الله: حدثنا ابن وكيع٧ قال: حدثنا سهل بن يوسف٨، عن عمرو٩، عن الحسن١٠ {جَعَلا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} ١١ قال: "كان هذا في بعض أهل الملل، ولم يكن بآدم".


١ الآيتان (١٨٩، ١٩٠) من الأعراف.
٢ أنظر ترجمته (الجرح ٦/ ٩٨) .
٣ انظر (رواية الدرامي ص ٥٠ رقم ٤١) .
٤ أنظر (الجرح ٦/٩٨) .
٥ الطبري ٩٩/٩.
٦ ابن كثير٢/٢٧٤.
٧ سفيان، أسقط حديثه، وتقادم الكلام فيه.
٨ الأنماطي، ثقة، رمي بالقدر، مات سنة تسعين ومائة.
٩ ابن عبيد بن باب، التميمي، معتزلي، كان داعية، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
١٠ ابن أبي الحسن، البصريَ، ثقة، معروف، مات سنة عشر ومائة.
١١ انظر الآية (١٩٠) من الأعراف.

<<  <  ج: ص:  >  >>