للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلوبنا ارتحلت لما ارتحلت وقد ... آبت بأوبتكم يا نور داجيها

فأبت بالسعد ميمونًا تحفكمو ... سلامة الله لا ينفك حاديها

فمرحبًا بك يا شمس البلاد ويا ... نور البسيطية قاصيها ودانيها١

لكن الشاعر تخفَّف من أثقال الزينة والمبالغة في الزخرف والبديع، ولا زالت مسحة قليلة منه، أمَّا المعنى فلا زال ضحلًا، والمشاعر ما زالت فوق السطح، والأحاسيس ليست عميقة، والصور الأدبية لا تنبض إلَّا بعرق واحد فقط، وهو سلامة الأسلوب من الركاكة، وترفعه عن القلق والاضطراب، وخيط رفيع من صدق العاطفة وحرارة الانفعال.

الشاعر علي السنوسي:

وهو من شعراء هذه المدرسة التقليدية "١٣١٥ هـ"، وُلِدَ في مكة المكرَّمة، لكنَّه هاجر إلى المراوغة وزبيد، وعاش في الجنوب، ومن شعره يمدح الملك عبد العزيز -رحمه الله تعالى- في درس نحوي يقول:

ومفرد بالمعاني جاء منحصرًا ... في نعته المبتدأ المرفوع والخبر

وجازم الفعل والماضي بظاهره ... ومن سواه ضمير جاء يستتر

والحذف والنقص من حرف البناء إذا ... ما جاء فهو على شانيه ينحصر٢

الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي:

وهو من شعراء هذه المدرسة، عاش في جازان، واشتهر بعلمه ومدرسته التي تعلَّم فيها هذا الجيل من أبناء جازان وما حولها، وله ديوان "نيل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول"، وكذلك أربع رسائل شعرية وهي: "رسالة سلم الوصول في التوحيد والسنة"، و"رسالة ميمية الآداب في الوصايا العلمية"، و"رسالة نظم اللؤلؤ المكنون في مصطلح الحديث"، و"رسالة القصيدة اللامية في الناسخ والمنسوخ". يقول الشاعر الناظم في سيرة الرسول:

مولده كان بعام الفيل ... ونقل الخلاف عن قليل

ثاني عشر من ربيع الأول ... في يوم الاثنين بلا تحول

كم بدا في ليلة الميلاد ... من آية في سائر البلاد

منها سطوع النور في الأقطار ... إضاءة كذا خمود النار

وارتجَّ إيوان كسرى وسقط ... منه الشرافات إلى الأرض تحط ٣


١ شعراء العصر الحديث: عبد الكريم الحقيل ص١١٦.
٢ الحركة الأدبية: د. بكري شيخ أمين ٣٧٨.
٣ ديوان نيل السول: الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي ص١٦ ط البلاد السعودية - مكة المكرمة.

<<  <   >  >>