للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: الشاعر محمد بن علي السنوسي]

نشأة السنوسي وحياته:

هو الشاعر محمد بن علي السنوسي، ولد بمدينة جازان عام "١٣٤٢هـ"، وأبوه شاعر وقاض سبق أن تحدثت عنه في مدرسته، ألحقه بمدرسة يديرها الأستاذ الشيخ علي بن حمد عيسى رئيس كتاب محكمة جازان في عام "١٣٨٠هـ"، فتعلم على يديه القراءة والكتابة والحساب، ثم قرأ علوم العربية على والده، وعلى الشيخ عقيل بن حمد، ثم انكب على مطالعة مكتبة أبيه الزاخرة بالعلوم والآداب، فاتسعت مداركه عن طريقه الذاتي.

ظهرت ملكته الشعرية، وميوله الأدبية في وقت مبكر من حياته عام "١٣٥٩هـ"، وهكذا ظل يصقل فنه حتى سما إلى مكانة مرموقة بين زملائه الرواد في المملكة حتى نال الجائزة الأولى في المسابقة الشعرية التي عقدتها "مجلة الرياض" السعودية عام "١٣٧٥هـ" في قصيدته: "حطم المارد القيود".

التحق الشاعر بالوظائف الحكومية، فعمل في سلك الجمارك عام ١٣٥٧هـ"، وظل فيها ينتقل من منصب إلى آخر حتى صار مديرًا لها عام "١٣٧٠هـ"، وكان عضوًا في المجلسين البلدي والإداري، ثم عمل رئيسًا لبلدية جازان، ثم مديرًا لشركة كهرباء جازان، ثم تفرغ للأدب ولأعماله الخاصة، وأخيرًا هو الآن رئيس للنادي الأدبي الثقافي في جازان١.

تأثر الشاعر بالفحول من الشعراء القدامى والمحدثين مثل أبي تمام والبحتري والمتنبي، وشوقي وحافظ وعزيز أباظة، فسار على منوالهم ونهج نهجهم.

ونشر شعره مبكرًا في مجلة "اليمامة"، وجريدة "البلاد" و"أم القرى" و"الحج" و"الأضواء" و"الرائد" و"الرائد" وتلقبه المجلات بشاعر الجنوب.

ترجمت بعض قصائده إلى اللغة الإيطالية، ونشرت الترجمة في مجلة "المشرق" الإيطالية’ يقول عنه الدكتور كامل السوافيري: "والسنوسي غني بشهرته عن التعريف، وله مكانته بين شعرائنا البارزين، وهو أول شاعر يترجم بعض شعره إلى لغة أوروبية، ومن أهم سماته أنه لا يتكلف أو يقول ما لا يعتقد، أو يمدح من لا يرى أنه أهل للمدح٢.


١ الحركة الأدبية: د. بكري شيخ أمين، شعراء العصر الحديث، عبد الكريم بن الحقيل.
٢ نفحات الجنوب: ص٧ التقديم.

<<  <   >  >>