للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأغراض الأدبية في شعره:

تنوعت الأغراض الأدبية في شعر يحيى الألمعي، فاشتملت على أغراض: المدح والوطنيات، والشعر الإسلامي، والشعر الوجداني، والوصف، والرثاء، وحضارة العلم الحديث، وفي المعارضات الأدبية.

وسنوضِّح الخصائص الفنية لهذه الأغراض التي تدل على المذهب الأدبي للشاعر، في مدرسة المحافظين المجددين في الشعر الجنوبي خاصة، وفي الشعر السعودي عامة.

أولًا: المدح

والشعر الوطني عند الشاعر متلاحم بالمدح؛ لأن الشاعر حينما يمدح ملكًا أو أميرًا أو وزيرًا، إنما يكون ذلك من خلال ما أسدى إلى الوطن من بناء ورقي وتقدم وحضارة، فهو يشيد بكل مواطن يفتدي وطنه بماله ودمه وروحه، وممن هو جدير بالثناء والتقدير هؤلاء المسئولون المخلصون لوطنهم ولشعبهم ولأمتهم، بل أول المخلصين في ذلك هم الذين يسوسون الرعية، ويوجهونها إلى الرقي والتقدم والسعادة والرفاهية.

ومن ذلك كان الشعر الوطني لا ينفصل عن المدح، وكذلك المدح لا ينفصل عنه، قد صيغا معًا في بنية واحدة، يقومان على غرض واحد وهو المدح في بناء الوطن.

ويعد هذا الغرض الأدبي أكثر الأغراض عنده شعرًا وقصائد في ديوانه المنشور، الذي يضم بين دفتيه هذه "المدحيات" التي تضم قصيدة "تحية من الأزد" لحضرة الفيصل العظيم، ألقاها الشاعر بقصر الحكم بالرياض في الساعة الحادية عشرة من يوم الخميس الموافق ١٦/ ١١/ ١٣٨٤هـ أمام جلالته والحاضرين من الأمراء والعلماء، يقول١:

يا بلادي يا موطن الخير غني ... واملئي الكون فرحة وابتساما

صفي اليوم يا جزيرة حتى ... ترفض الجيد تعتلي الآكاما

وانثري الورد في ربوع تحلت ... بلباس الحبور نالت مقاما

وارقصي واطربي حجازًا ونجدًا ... وعسيرًا وبيشة واليماما


١ عبير من عسير: يحيى إبراهيم الألمعي ص٣٢/ ٣٦ - الطبعة الأولى - ١٤٠١ - مطابع الرياض.

<<  <   >  >>