للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الأديان والعقائد السمحة، باستخدام القنابل الذرية للدمار والإذلال، والسيطرة والاحتكار، فلا يجد الإنسان مهربًا، ولا يطيق سمومها القاتلة، لأنها سموم الكيمياء الخانقة، التي لا يفلت من قبضتها الذكي الماهر، مما يجعله يضل طريق النجاة، يقول مستغيثًا:

رباه عالمنا غريق في الذنوب ... وفي المروق

فقنابل ذرية أين الهروب ... وهل نطيق

للكيمياء خنقة..لا.. لا هروب ... ضاع الطريق١

تصوير جديد وخيال بكر في شعره؛ لأن الشاعر يعاني تجربة عصره لا عصور خلت، وإنما يعيشها بوجدانه وأحاسيسه، وهي كثيرة منه مقطوعة "عربي"، وقصيدة "نكسة أخرى"، وقصيدة "طائر"، وقصيدة الواقع الأليم والمركب التائه"، وقصيدة "سمير الأحزان" وغيرها.

وتمتاز صوره الخيالية أنها تظهر في بعضها ملامح البيئة التي عاش فيها "في عسير"؛ حيث تنتشر فيها الجبال الشاهقة والتلال والنفود، يقول في قصيدة "أعدائي":

سوف تدمي بالصخور

من جبالي في "عسير"

من "نفودي" والتلال

سوف تطويك التلال

كم طوت فيها الرجال٢

ثم يقول:

من ربا نجد ومن حول الحرم

من سراة "الأزد" من سيف التهم

من سراة "زهران" من كثبان "حائل"

من جبالي من مهودي ... والسواحل ٣


الديوان: ٣٩.
٢الديوان: ٨٧.
٣ الديوان: ٨٨.

<<  <   >  >>