هام بهكلي بالطبيعة الفاتنة في الجنوب، وأخذت من شعره منزلة رفيعة، حتى سيطرت على ديوانه الأول "الأرض.. والحب"، فضمَّ قصيدة "السحر يلد أبها ص٧، ٩"، "وقصيدة "القيود الجميلة ص١١، ١٤"، وقصيدة "نجوى.. على البعد ص١٥، ١٨"، وقصيدة "يا منتدى الذكريات ص١٩، ٢١"، وقصيدة "بوح ص٢٢"، وقصيدة "عفوًا ... أبها ص٢٣، ٢٦"، وقصيدة "الأرض والحب ص٣١، ٣٣" وغيرها.
أما ديوانه "طيفان.. على نقطة الصفر" فاشتمل على قصيدة واحدة في شعر الطبيعة، وهي "إلى أرض أبها ص١٣٠، ١٣٢"، وهذه القصائد أنشدها الشاعر في الطبيعة ابتداء؛ لأنه يصور الطبيعة غرضًا مستقلًّا، أما شعر الوجدان، والشعر الإسلامي، فقد مزج هذين الغرضين بالطبيعة، وتجاوبت مع وجدانه وحبه كما سنرى ذلك في موضعه، ولذلك لم تكن الطبيعة مقصوده ابتداء في هذين الغرضين، وإنما تسللت فيهما تبعًا لهيام الشاعر بها، فظلَّت من حين لآخر تطل، لتعبِّر عن وجدانه وتأمّلاته وحبه وهيامه.
وتظهر سمات التجديد في شعر الطبيعة عند بهكلي من الهروب إليها، والتجاوب مع مظاهرها، والتغني بجمالها الآسر وسحرها الساحر، تعويضًا له عمَّا فقده من الحرمان، وما يحس به من آلام وآهات وأحزان؛ كالشأن في الشعراء الذين هاموا بالطبيعة في العصر الحديث.
ولذلك كان بهكلي متحررًا في تجديده هو والشاعر أحمد عسيري، لكن الأول غلب على شعره هيامه بالطبيعة، والعسيري غلبت على فنه الأدبي المرارة والشكوى والحزن والألم، مع التعدد في الأغراض الأدبية عند الشاعرين في هذه المدرسة التي احتضنت مذهب التحرر في التجديد.
وبهكلي طائر معذب، كلما لاح له الأمل غمره سلطان الدجى؛ ليكون هذا الأمل الذاهب بريد "الإهداء" في ديوانه:
إلى التي لازلت أحيا على ... مأمل لقياها.. وما أحسب