ثالثًا: الشعر الإسلامي
خلا ديوانه الأول "الأرض والحب" من الشعر الإسلامي، بينما ضم ديوانه الثاني "طيفان ... على نقطة الصفر" هذا الغرض، بل عنوان الديوان إنما هو عنوان لموضوع قصيدة إسلامية، والشعر الإسلامي عند بهكلي يشمل قصيدة "غسيل الملائكة ص١٤، ٢٥"، وقصيدة "عبيرات على خدّ الدعوة الإسلامية ص٣٣، ٤٢"، وقصيدة "أنشودة الفارس القادم ص٢٦، ٣٢"، وقصيدة "طيفان ص٤٣، ٤٨"، وقصيدة "من خالد بن الوليد ص٩٣، ٩٧"، وقصيدة "إلى سيد قطب ص٩٨، ١٠٢"، "وخماسية ص١٢١".
والقصة الشعرية "غسيل الملائكة" تقوم على حدث قصصي يبدأ حينما أذن المنادي للجهاد في سبيل الله في غزوة أحد، ويلبي النداء الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر ليلة دخوله على عروسه، ويخرج إلى الجهاد وهو جنب لم يغتسل، ثم يقتله الأسود بن شعوب، وحنظلة يحاول قتل أبي سفيان، وإذا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرى الملائكة وهي تغلسه، فأرسل إلى أهله فأخبروه بخبره، يقول الشاعر في هذه الأقصوصة الشعرية:
ليلة والنجوم تستغفر الليل ... وما حاز قدرة الغفران
وعواء الرياح يخفت حينًا ... ثم يعلو كآهة الولهان
وهنا في الخباء ينتجع الطهر ... فيجني ثماره عرسان
وجذوع النخل راهنت الليل ... وللفجر شدة الغفران
لم تكن غير لحظة فإذا الليل ... طريد الرحيل في إذعان
والندى يغسل الأزاهير ... والأطيار تشدو برائع الألحان
وصريخ علا بأن أناسًا ... داهموا ربع الندى الفينان
صرخة أعنقت تخب فتجلو ... صدأ الاندهاش في الآذان
كأن رجع الصريخ جلجلة الإيمان ... يحمي مرابع الإيمان
ما ترى غير لابس درع حرب ... أو مغد السير فوق حصان
وازدهت حرة المدينة جندًا ... ورسولًا ومبدءًا قرآني
رقص الفجر رقصة فتغنت ... أحد ... والتقى الجمعان
وانبرى حنظل يقارع ذاك ... القرم في قوة وأيد جنان
ضربة إثر ضربة.. أشف سؤلي ... كيف مرديك يا أبا سفيان
كنت في الأسفل الحضيض وقد ... كان ملاقيك في أعز مكان
هم بالوأد حنظل ... وتجلت ... قسوة منه أثبتتها اليدان
"أنجدوني" ترددت وأبو سفيان ... من موته على إيقان