للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن أهم قصائده في هذا الغرض الأدبي قصيدة "ذكرى وعتاب ص١٥٨" كتبها وهو بالمعتقل إلى بلده وأهله، وقصيدة "لوعة وعتاب ص١٦١" في الحنين إلى وطنه وقومه الأشاوس، وقصيدة "الدهر والناس ص١٦٣" يتذمَّر فيها من الحكام العثمانيين الذين ذاق بهم مرارة الاعتقال وعذاب الوحشة والعزلة، وقصيدة "بين الماضي والحاضر ص١٦٤" يحنُّ فيها إلى الماضي ذي العزة والفخار، ويئنُّ في الحاضر من مرارة العيش بعد النعيم، وقسوة الأيام بعد الرخاء، وقصيدة "محاكمة ص ١٦٦" وفيها محاكمة وحوار يشف عن ظلم العثمانيين له ولأصحابه، وقصيدة "ذكريات ص١٦٩" يتذكر فيها حالته حينما كان عزيز الجانب في الماضي، وحالته من الأسر في الحاضر، وقصيدة "خماسيات ص١٧٦- ١٨٥"، وكتبها بعد الانتصار في حرب البلقان إلى قومه ابتهاجًا بعودته إلى وطنه، وسار على نظام تغيير القافية في الموشحات، وقصيدة "خواطر من أرض الروم"، وأرسلها مع علي بن طامي شعيب، حين أطلق سراحه إلى بني عمومته ليعبر فيها عن حنينه إلى وطنه يقول فيها:

خطرت ومنت في لذيذ وصالها ... فدهشت بين حديثها وجمالها

شمس تبدت من سماء فضائل ... وتزينت ببهائها وكمالها

درية نورية عربية ... فاقت ببهجتها على أمثالها

ترمي بنبل من قسى حواجب ... عمدًا فلم تخطيء برمى نبالها

قد أودع السحر الحلال بلفظها ... ولحاظها فالسحر من أكحالها

لو أسفرت في الجاهلية مرة ... عن حسنها سجدوا لعذب مقالها

برزت من العلياء تنشر عرفها ... كالعطر بين نسائها ورجالها

ورمت لنا طيب الحديث بلطفها ... فشفت غليل الشوق من سلسالها

ما زلت أذكرها وأذكر حالها ... حتى أتى ما صد عن أحوالها

مما جرى في حال أسر شائع ... أنسى لنفوس حليها ورجالها١

أسر به الأحوال صارت هكذا ... شبك ترى ما كان من أشكالها

لم تؤخذ الأشياء حسب مرادها ... أو يقتدي بحرامها وحلالها

صارت منازلها كأمس عابر ... تبكي منازلها على حلالها

وأنا الأسير أسير سير مفكر ... كيف النجاة لطامع في حالها

في بلدة الروم أسيرًا مبعدًا ... والنفس طول الوقت في أهوالها

جعلت فروع أصولها أجدادها ... أيضا كما أعمامها أخوالها

مالي وأرض الروم ماذا حلَّ بي ... وإن كان ذنبًا فهو من أعمالها


١ حلى: اسم مستوطن أبيه، ورجال: وطنهما الأصلي، وبينهما أربع كيلو مترات.

<<  <   >  >>