للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أخاذ، يرغمك على التجوال بين غابات لا ترى لها نهاية، وربما صادفك في طريقك ما يشبه الشلالات، التي تتدفق منها المياه الرقراقة العذبة، وتنساب فيها الجداول الصغيرة الصافية.. أما تهامة وأخصّ بالذكر منها جهات معروفة، فهي معتدلة، لا حر ولا برد، ولا سآمة، وفيها كثير من الأشجار الباسقة، ويعتمد معظم أهلها على الزراعة، ولا تخلو جبالها أيضًا من مراتع الأرانب والعقبان، ومراعي الحجل والغزلان، وفيها من الطيور، البلبل، والحباري، والعندليب، والخضاري، والهدهد، واليمامة".

في هذه البيئة الساحرة نبتت ونمت مؤسسات علمية وأدبية راسخة في ظلال المملكة الرشيدة المعطاءة، كان لها الدور الكبير في تعميق الجوانب الفكرية والثقافية، وتوسيع المجالات العلمية والأدبية، وهذه المؤسسات العلمية هي جامعة الملك سعود "الرياض" سابقًا، فرع أبها، وتضم كلية التربية، وكلية الطب، ثم كلية الشريعة وأصول الدين، وكلية اللغة العربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية، التابعتين لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم الكيات المتوسطة للبنين والبنات التابعة لوزارة المعارف السعودية، ثم النوادي الثقافية والاجتماعية والرياضية والأدبية في جيزان وبيشه ونجران وخميس مشيط، وأحد رفيده والباحة وأبها وغيرها، ولقد اشتركت في ندوات كثيرة في بعض هذه النوادي مثل نادي "ضمك" بخميس مشيط، ونادي "جرش" بأحد رفيده، وفي أبها وغيرها.

واشتركت في حفل افتتاح "نادي أبها الأدبي" حين شهدت أبها حفلًا تاريخيًّا في يوم ١١/ ٣/ ١٤٠٠هـ -نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل- أمير منطقة عسير، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبد العزيز - وكيل إمارة منطقة عسير- نادي أبها الأدبي في تمام الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء الموافق ١١/ ٣ / ١٤٠٠هـ بحضور عدد كبير من المسئولين والمثقفين وأبناء المنطقة"١

وفي هذا الحفل حثَّ المسئولون الشباب والأدباء على الإبداع العلمي والأدبي، قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر: "فلقد اهتمَّت حكومتنا الرشيدة، وعن طريق إحدى مؤسساتها ... لإنشاء ورعاية وتأسيس النوادي الأدبية، وقامت على دعمها بكل ما يساعدها لتحقيق أهدافها، والتي على رأسها بعث تراث هذه الأمة المجيدة وأدبها وعلومها، ودعم كافة الطاقات الشابَّة وحفزها؛ لتقديم ما عندها من قدرات على الإنتاج والإبداع العلمي والأدبي"٢.

وباسم المؤسسات الجامعية العلمية في الجنوب تحدث الدكتور مزيد إبراهيم عميد كلية


١ كلمات وقصائد: نادي أبها الأدبي. المقدمة: مطبعة عسير ١٤٠٠هـ.
٢ المرجع السابق ص٥، ٦.

<<  <   >  >>