للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تظل مقاليت النساء يطأنه ... يقلن: ألا يلقى على المرء مئزر

وكانوا يقولون: إذا كان لرجل ألف بعير فلم يفقأ عين بعير منها: إن السواف تأتي على إبله، فإن زادت على ألف: فقأ عينيه جميعاً، فذلك: المفقأ والمعمى.

وكانوا إذا أجدبت بلادهم، فأرادوا الاستمطار: أخذوا بعيراً أورق فشدوا في ذنبه العشر والسلع وصعدوه في جبل وأشعلوا في ذنبه النار، ودعوا وتضرعوا، فإن لم يفعلوا ذلك لم يستجب الله منهم، بزعمهم.

وكانوا إذا وقع العر في الأبل: يأخذون بعيراً سليماً لا عيب فيه، فيقطعون مشفره ثم يكوونه، ليذهب العر من سائر الإبل وإلا فشا فيها، قال النابغة:

وحملنني ذنب امرئ وتركته ... كذي العر يكوي غيره وهو راتع

وكانوا يرون أن النهيس إذا علقوا عليه الحلي سلم، وإن لم يعلقوها عليه هلك.

وكان الرجل منهم إذا غزا عقد خيطا في ساق شجرة، فإذا رجع ورآه منحلاً، فقد خانته قعيدته، بزعمهم، وإن وجده بحاله، فقد حفظت نفسها، قال الشاعر:

هل ينفعنك اليوم إن همت بهم ... كثرة ما توصى وتعقاد الرتم

والرتمة: اسم الخيط بعينه.

وكانوا يقولون: إذا أحب الرجل امرأة وأحبته، فإن لم يشق عليها برقعها وتشق رداءه، فسد حبهما، وإن فعلا ذلك، دام حبهما، قال سحيم عبد بني الحساس:

<<  <   >  >>