للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما فعلت المانية الغوية، ومن وافقها من الثنوية، إذ جعلت مع الله صانعاً، وله عن بعض الأفعال مانعاً؛ وقولهم بتدبير ربين خلاقين، وضدين متشاقين، حيين عالمين، ومن جميع الآفات سالمين، وهما النور والظلام، وما رشد الشيخ ولا الغلام، فالنور عن فعل القبيح متعال، والظلام لكل شر فعال؛ قالوا ولن يكون التضاد من الذات الواحدة ممكناً، فيكون المحسن مسيئاً والمسيء محسناً، كما ليس في النار برودة، ولا الثلج حرارة.

اللوية: ما خبأته المرأة لزوجها من الطعام وآثرته به، وكذلك ما خبأت لغيره، قال الراعي:

الآكلين اللوايا دون ضيفهم ... والقدر مخبوءة منها أثافيها

قوله: ولا في الشرى حلاوة، ولا في الأرى مرارة.

وما فعلت الديصانية في تدبير حي وميت، وطال التعلل بعسى وليت، فالحي هو النور الحساس الدراك، والميت هو الظلام الذي ليس له حراك، وكلاهما بزعمهم ربان، على البرية يعتقبان، ولكل واحد منهما في الخلق من جنسه تأثير، وأود المذاهب وسقطها كثير.

وما فعلت المرقبونية في تدبير الثلاثة الأرباب، خالق الهرم وخالق الشباب، وثالث بينهما معدل، لما استقبح من أفعالهما مبدل.

وما فعل الصابؤن في عبادتهم للملائكة المتعبدين، وخروجهم من دين إلى دين.

<<  <   >  >>