للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ولقد اختص ما ذهب إليه بمذهبه، وبعد عن الأسفار قطع غيهبه.

وما فعل أصحاب الدهر، ومن قال بتدبير السنة والشهر، فيما نقل عنهم من الأقوال، من قدم الأعيان وحدث الأحوال، وبعضهم يقول بقدم الصفات، وما ظفر ذو السقم بالمعافات.

وأما فرق هذه الملة، فللتقاطع مستحلة، يكفر بعضهم بعضاً، ويرى عداوته عليه فرضاً، وقد أمسكت كل طائفة برئيس، وعدت حسناً منه كل بئيس، ولكل محاسن ومساو، وقولٍ ليس بمتساويٍ، وقل من يوجد على غير دين أبيه، ومعلمه وأقربيه، وداء الناس في دينهم داء قديم، ما صح معه من النغل أديم.

يقال: أسفر الصبح: إذا أضاء، والقطع: ظلمة آخر الليل، ومنه قوله تعالى: (فأسر بأهلك بقطع من الليل) قال الشاعر:

افتحي الباب وانظري في النجوم ... كم علينا من قطع ليلٍ بهيم

البهيم: الذي لا يخلط لونه لون سواه. والغيهب: الظلمة، وجمعه غياهب.

وقوله: ومن أوضع في المذاهب، وقع في الغياهب، وأغرق في البحث عن الفرق، لم ير ناجياً من الغرق.

الإيضاع: الإسراع في السير، ومنه قوله تعالى: (ولأوضعوا خلالكم) .

وقوله: أو نظر في املل، عثر على الزلل، وأشرف على اختلاف، مؤد إلى إتلاف، وهجم على رياض مرة الثمار، منهجة للأعمار.

يقال عثر على الشيء: إذا اطلع عليه، ومنه قوله تعالى: (وكذلك أعثرنا عليهم) .

<<  <   >  >>