للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأما الكالئ بالكالي فهو النسيئة بالنسيئة مهموز.

قال أبو عبيدة: وهو مثل أن يسلم الرجل إلى الرجل مائة درهم إلى سنة في كر طعام، فإذا انقضت السنة ووجب الطعام عليه، قال الذي عليه الطعام للدافع: ليس عندي طعام، ولكن هذا، يعني الكر، بمائتي درهم إلى شهر، فهذه نسيئة انتقلت إلى نسيئة، وهو الكالئ بالكالئ، وما أشبهه، ولو كان قبض الطعام منه ثم باعه منه أو من غيره بنسيئة، لم يكن كالئاً بكالئ.

قال الأموي: يقال بلغ الله بك كلأ العمر، أي آخره، وأبعده، وهو من التأخير.

وأما البيع والسلف، فهو أن يقول الرجل لصاحبه أبيعك هذه السلعة بكذا على أن تسلفني كذا وكذا، لأنه لا يؤمن أن تبيعه السلعة بأقل من ثمنها، من أجل القرض.

وأما بيع العربان: فهو أن يساوم الرجل بسلعة ثم يدفع إلى صاحبها ديناراً أو درهماً عربوناً، على أنه اشترى سلعة كان الذي دفعه إليه من الثمن، وإن لم يشترها كان ذلك الشيء لصاحب السلعة، لا يرتجعه منه، يقال: عربان وعربون، وأربان وأربون، وهو الذي تسميه العامة الربون.

وأما النجش في المبايعة: فهو أن يدخل الرجل في ثمن السلعة، وهو لا يريد شراءها ليزيد غيره بزيادته، وهو من نجش الصيد، وهو جوشه وسوقه إلى الشرك، يقال للصائد: ناجش، ونجش الأبل: جمعها بعد التفرق، قال الراجز:

اجرش لها يا ابن أبي كباش ... فما لها الليلة من إنفاش

<<  <   >  >>