للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث آخر فِي الصورة

١٥٣ - رواه أَحْمَد فِي المسند عن عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ الناس: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هل تضارون فِي الشمس ليس دونها سحاب؟ " قَالُوا: لا يا رسول الله، فقال: " هل تضارون فِي القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ " فقالوا: لا يا رسول الله، قَالَ: " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئا قيتبعه، فيتبع من كان يعبد القمر القمر، ومن كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هَذِهِ الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله، عَزَّ وَجَلَّ، فِي غير الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هَذَا مكاننا حتى يأتينا ربنا، عَزَّ وَجَلَّ، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله فِي الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ".

أعلم أن هَذَا الخبر يدل عَلَى إثبات الصورة وعلى الإتيان، وقد تقدم ذَلِكَ فِي الأخبار التي قبله، وبينا أنه غير ممتنع جواز إطلاق الصورة لا كالصور، كإطلاق نفس وذات لا كالنفوس والذوات، وإتيان لا عن انتقال وشغل مكان، كما جاز إطلاق الاستواء عَلَى العرش لا عن انتقال من حال إلى حال، وكما جاز رؤيته لا فِي مكان وإن لم يكن ذَلِكَ معلوما فِي الشاهد.

فإن قيل: معنى الإتيان ها هنا ظهور فعله كقوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ}، وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}

<<  <  ج: ص:  >  >>