للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قيل: هَذَا غلط لما بينا فساده فِي الخبر الذي قبله، وبينا أن ظهور فعله عام فِي كل الأزمان والأحوال فلا فائدة لتخصيصه فِي ذَلِكَ اليوم.

والثاني: إن جاز تأويل الإتيان عَلَى الأفعال جاز تأويل قوله: " ترون ربكم " عَلَى رؤية أفعاله وملكه وذلك لا يصح وبينا أن قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ} {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ} عَلَى ظاهره، وأن المراد به الذات وأجبنا عن قوله: {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ} عَلَى أن المراد به أفعاله لأن فِي الآية ما دل عليه من خراب الديار.

فإن قيل: فقوله: " فِي صورته " معناه بصورته، فتكون هاهنا بمعنى الباء، وقد روي عن ابن عباس فِي قوله: {فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} بظلل، ولقوله الحركة بالمتحرك والحركة فِي المتحرك فتحصل تقديره يأتيهم بالصورة التي يعرفونها فِي الدنيا من التدبير والملك، لأن معرفتهم له فِي الدنيا كانت بالدلالات المنصوبة وآياته.

قيل: هَذَا غلط لوجوه أحدها: أن قولهم أنت ربنا فيتبعونه، وهذا لا يتصور فِي أفعاله وملكه، لأنه لا يوصف بالربوبية ولا يصح اتباعه.

الثاني: أنه إن جاز تأويله عَلَى ما يظهر من أفعاله وملكه جاز تأويل قوله: " إنكم ترون ربكم " عَلَى رؤية تعطفه بكم ورحمته لكم، وقد أجمعنا ومثبتوا الصفات عَلَى خلاف ذَلِكَ.

الثالث: أنهم سألوه هل نرى ربنا، قَالَ: " ثم يجمع الله الناس ثم يأتيهم فيقولون: أنت ربنا " فاقتضى ذَلِكَ إتيانا يرونه فيه لأن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أثبت لهم رؤية ووصف لهم كيفية الرؤية

<<  <  ج: ص:  >  >>