للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رزقه، فليتق الله وليصل رحمه "

وأما قوله فِي حديث أَبِي الدرداء: " وينزل فِي الساعة الثالث وملائكته " فغير ممتنع حمله عَلَى ظاهره، ويشهد له قوله تَعَالَى: وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا سورة الفجر آية وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ سورة البقرة آية وقد امتنع قوم من إطلاق ذَلِكَ وقالوا قوله: " جنة عدن داره ومسكنه " معناه: دار كرامته ومثوبته، وهذا غلط لوجهين أحدهما: أن جنة عدن لا تختص بكرامته ومثوبته لأن سائر الجنان كذلك

والثاني: أنه إن جاز تأويله عَلَى هَذَا جاز تأويل الاستواء عَلَى العرش، عَلَى كرامته ومثوبته وتأولوا قوله:

" لا يسكنها معه إلا الأنبياء والشهداء " عَلَى أنه معهم بالنصرة والكرامة، وهذا غلط، لأن ذَلِكَ يسقط فائدة التخصيص بجنة عدن، لأنه ناصرهم فِي غيرها، ولأن لفظة السكنى لا تستعمل فِي النصرة

٢٦٥ - وقد ذكر أَبُو بكر النقاش فِي كتاب الرسالة فِي قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} لو كان الجائي غيره لكان الجائي غير الملك، وحكي عن إسحاق بن راهويه أنه قَالَ: سألني رجل من الجهمية أنه قَالَ: إذا نزل إلى السماء الدنيا يخلوا منه العرش؟ قَالَ: فقلت: يقدر أن ينزل ولا يخلوا منه العرش؟ قَالَ: فسكت، قَالَ: فقلت: إن قلت يقدر خصمت، وإن قلت لا يقدر كفرت، ولأن تكون مخصوما خير من أن يكون كافرا

قال إسحاق: وسألني رجل عن نزول الرب وما توهم الرجل عند ذَلِكَ، فقلت: ما توهم عند قوله: {يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ} وقوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} فيكون توهمك عند النزول مثل توهمك {وَجَاءَ رَبُّكَ}

٢٦٦ - وقد ذكر أَبُو بكر عبد العزيز من أصحابنا فِي كتاب التفسير فِي قوله تَعَالَى:

<<  <  ج: ص:  >  >>