وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} فالهاء فِي قوله: وَتُسَبِّحُوهُ سورة الفتح آية عائدة عَلَى اسم الله تَعَالَى، وإن كان أبعد فِي اللفظ وذكر الرسول أقرب، ولأنه لو قَالَ قائل: ولد لفلان، ولد عَلَى صورته، عقل من ذَلِكَ صورة الأب وإن كان هو الأبعد فِي الخطاب، ولم يرجع ذَلِكَ إلى صفة الولد وإن كان هو الأقرب
٧٢ - وقد صرح أَحْمَد بإبطال القول أن الهاء عائدة عَلَى آدم، فقال فِي رواية أَبِي طالب: من قَالَ أن الله خلق آدم عَلَى صورة آدم فهو جهمي، وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلقه
٧٣ - وقد ذكر عبد الرحمن بن منده فِي كتاب الإسلام فقال: قَالَ أَبُو إسحاق إبراهيم بن أَحْمَد بن فراس فِي كتابه، عن حمدان بن علي، قَالَ: سمعت أَحْمَد بن حنبل يَقُول وسأله رجل فقال: يا أَبَا عبد الله، الحديث الذي روي عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أن الله خلق آدم عَلَى صورته " عَلَى صورة آدم قَالَ: فقال أَحْمَد بن حنبل: فأين الذي يروى عن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أن الله تَعَالَى خلق آدم عَلَى صورة الرحمن، عَزَّ وَجَلَّ، "، ثم قَالَ أَحْمَد: وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق
٧٤ - قال: وأنا علي بن يحيى بن جعفر الإمام، قَالَ: أنا الطبراني، قَالَ: سمعت عبد الله بن أَحْمَد بن حنبل يَقُول: قَالَ رجل لأبي: إن فلانا يَقُول فِي حديث رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إن الله خلق آدم عَلَى صورته " فقال: عَلَى صورة الرجل، قَالَ أَبِي: كذب هَذَا، هَذَا قول الجهمية، وأي فائدة فِي هَذَا