جواب: لقد تملكته حالة متبدلة من حالة النوم الكلي أو حالة اليقظة الكلية. لقد كان وجه الرجل تعبيراً عن أفكاره الحقيقية وحالة أعماله. كانت أفكاره قوية وصحيحة غير أن عمله كان متعباً وبالتالي فإن روحه ليست مطابقة لنفسه، إذ أن الأمر يتطلب كل ذرة من طبيعته الترابية الفانية لتتشكل صورة كاملة روحية للنفس أو للإنسان الفاني. كان في مقدوره أن يرى نظيراً حقيقياً لنفسه بشكل أفضل إذاً فالإنسان يعلم متى يكون الكل الكامل جزءاً منه. ابذل جهدك لتجعل محيطك أكثر انسجاماً دائماً، فالحياة لا تسير بشكل متكامل إلا حين تنسجم وتتناغم هذه الظروف معاً.
كيف نطور القدرة على الحلم؟
ابق العقل صافياً وخالياً من شوائب المادة قدر المستطاع واذهب إلى التو في الوضعية السالبة. ويتم ذلك بشكل ذاتي طبعاً. ويمكن للشخص إذا أراد أن يريح عقله وجسده ويجعلهما في وضعية التلقي اللازم لحدوث الأحلام كحقيقة أو كتفسيرات صحيحة لحوادث مستقبلية.
إذا حلمت أنك تحدثت مع قريب ميت وحاول ذلك القريب أن يأخذ منك وعداً فإن هذا الحلم يحذرك من محنة قادمة ما لم تتبع النصيحة المقدمة. ويمكن تفادي حدوث المصائب إذا أمكن للعقل أن يدرك الأعمال الداخلية والصورة الذات العليا أو الروحانية. إن صوت القريب ليس سوى تلك الذات العليا التي ترتدي شكلاً يجعلها تقترب بشكل أكثر من العقل الذي يعيش قرب المستوى المادي. وهناك قدر ضئيل من الانسجام بين الطبائع المشتركة أو المادية التي على الإنسان أن يعتمد على وجودها لتحقيق مسراته ورضاه.
[الأحلام المضخمة]
يتوقف عمل الإرادة خلال النوم، وبالتالي يكون العقل الحالم أكثر تأثراً بالمؤثرات من العقل الواعي. وحين تظهر الصور أمام البصيرة الحالمة فإنها غالباً ما تأخذ أشكالاً مشوهة مثيرة ومخيفة.
[الأحلام المتناقضة]
يؤدي تسلط العقل باستمرار على أمور محددة إلى تشويه أشكالها في الذات، ويؤدي ذلك إلى اتجاه الأحلام إلى مسارات معاكسة للحقيقة اليقظة. يشعر الحالم دوماً أنه صاح في مثل هذا النوع من الأحلام وهو حين يصحو لا يشعر باستعادة ذاكرته أو جسده بعد هذه الأحلام المتناقضة ولا يكون الحالم نائماً كلياً حين يفكر في أمور مادية في حالة التحليق أثناء النوم.
هل تدرك الأحلام عالم الغيب تماماً؟
إذا توقفت الأعضاء عن أداء وظائفها بشكل صحيح يصبح الإنسان شخصاً مختلفاً، وفي هذه الحالة لن تكون للأحلام أية جدوى تنبؤية باستثناء لفت نظر الشخص الحالم إلى هذا الإضراب في وظائف الجسم. فالأحلام عبارة عن رموز تضغط بها ذاتية الإنسان على العقل المادي مع الإحساس بالشر أو الخير الوشيك. فالذاتية هي الجانب الروحاني من الإنسان. والنفس هي تلك الدائرة من الإنسان الواقعة مباشرة خارج إطار المادية والتي تعتمد عليها بشكل كبير. تدخل كل الأفكار والرغبات أول الأمر إلى النفس أو العقل المادي ثم تلقي بظلالها على الروح. وتمتلئ النفس بالأفكار المادية أو الحاضرة بحيث تتزاحم الرموز الروحانية وفي هذه الحالة تصبح الأحلام متناقضة، ونقصد بالذاتية المادية أن كل الأفكار والآراء التي تنبثق من مصادر مادية تندفع لتشكل هذه الدائرة. ثم يلتقط العقل أفضل الأفكار ويفرغها في قوة أكبر وأكثر إدراكاً.
وهناك دائرة أخرى وهي الذاتية الروحانية أو أعلى عنصر قوة يصله الإنسان " الإنسان الروحاني " وترتبط من حيث العنصر بالنفس الروحية للكون. وقد تقوى أو تضعف كما قد ندركها أو نفشل في إدراكها كعامل في الوجود وهناك تشابه بين النمو الروحي وما يحدث في مملكة النبات والحيوان. فالأشجار الواقعة على أطراف الغابة أكثر قدرة على مواجهة الرياح من تلك الواقعة في الداخل ونتيجة لتعرضها للعواصف تغلغلت الجذور في التربة بقوة أكبر كما نرى أن الأغصان تحمل أوراقاً أكثر وفروعاً أكثر تشابكاً وأغزر ثماراً.