للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فطار به، فحلق ثم أهوى ... به للأرض من دون السحاب

إلى جحر له فانساب فيه ... بعيد القعر لم يرتج بباب

كريه الوجه أسود ذو بصيص ... حديد النّاب أزرق ذو لعاب

ودفع عن أبي حسن على ... نقيع سمامه بعد السياب١

وسيد هذا الميدان غير مدافع هو أبان بن الحميد اللاحقي المتوفى سنة ٢٠٠ هـ الذي برع فيه حتى ذهب كثير من الكاتبين إلى أنه مبتدع هذا الفن ومبتكره في الأدب العربي على غير مثال سابق، فنظم في السير والتاريخ الفارسي، إذ نظم سيرة أردشير وسيرة أنو شروان ٢ وكتاب بلوهر, وكتاب حكم الهند٣، كما نظم القصيدة المسماة (ذات الحلل) في نشأة الخلق وأمر الدنيا وضمنها شيئاً من المنطق. ومن الناس من ينسبها إلى أبي العتاهية، والصحيح أنها لأبان٤. وليس بين أيدي الناس من كلّ أولئك الآن شيء- ونظم كذلك في فرائض الصوم والزكاة أرجوزة مزدوجة، ونظم كليلة ودمنة في خمسة آلاف بيت٥، أو في أربعة عشر ألف بيت٦ ... لم يبق منها إلاّ جزء يسير أورده الصولي في الأوراق, كما أثبت شيئاً من مزدوجة الفرائض.


(١) الأغاني ج٧/٢٥٧.
(٢) انظر ترجمته في الأوراق للصولي، قسم أخبار الشعراء،والأغاني طبعة الساسي.ج٢٠/٧٠ وطبقات ابن المعتز ص٢٤٠ والوزراء والكتاب للجهشياري ص٢١١.
(٣) الفهرست لابن النديم ص١١٩.
(٤) الأغاني – الساسي ج٢٠/٧٣.
(٥) طبقات ابن المعتز ص٢٤١.
(٦) الوزراء والكتاب للجهشياري ص٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>