٢ أقول: يشير الشارح إلى عقيدة أخرى من عقائد الصوفية الزائغة وهي عقيدة وحدة الوجود. ويعنون بها أن الله حل في كل شيء. فأصبحت الموجودات كلها لا حقيقة لوجودها غير الله فكل شيء هو الله. وذلك يظهر من قول قائل الصوفية: فيا هو قل أنت أنا ... ويا أنا قل أنت هو ما في الوجود غيرنا ... أنا وهو وهو وهو وقوله: وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه عينه وقول الزنديق محيى الدين بن عربي: الربٌ عبدٌ والعبد ربٌ ... يا ليت شعري من المكلف؟ إن قلت عبدٌ فذاك ربٌ ... أو قلت ربٌ أنَّي يكلف؟ وقوله كذلك: وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ... وما الله إلا راهب في كنيسة وهذا الهراء معناه أن الله جَلَّ في العبد، وفي الكلب، وفي الخنزير، وفي كل شيء، وصار كل شيء في الوجود هو الله ... تعالى الله عما يقول أولئك المجرمون عُلُوّا كبيراً. ٣ الرجع السابق ص ١٢١، ١٢٢، ١٢٣.